من طرف عبد العزيز دوشي الأربعاء أكتوبر 20, 2010 2:05 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أمر الله عز و جل أن يبدأ الرجل زوجته بالموعظة الحسنة أولا ، و ليست الموعظة الحسنة هي تلك المحفوفة بالسب و الشتم و الإهانة و الصراخ، فهذه ليست موعظة حسنة، فإن لم تنفع هذه الموعظة الحسنة فيجوز اللجوء إلى الهجران و المقاطعة في الكلام وفي الفراش، وكل ذلك داخل البيت و ليس خارجه لقوله تعالى : " و اهُجُرُوهُنَّ فِي المـَضَاجِعِ " . فإن لم تنفع هاتان الوسيلتان فيمكن اللجوء إلى الضرب غير الـمُبرح، و الضرب غير المبرح هو الذي لا يكسر عظما و لا يهشم لحما و لا يسيل دما و لا يُضَغْضِغُ جلدا ( يصيبه بزرقة ) ، و في صحيح مسلم :" اِتَّقُواْ اللهَ في النّسَاءِ فإنكم أخَذتمُوهُنَّ بأمَانَةِ الله و اسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ الله و لكُم عَلَيْهِنَّ أَلَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَداً تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّح" ، و هذا الحديث بين أن من أسباب اللجوء إلى الضرب بعد الموعظة و الهجر تحرش الزوجة بعرض زوجها كأن يثبت عليها أنها تتكلم مع رجل آخر أجنبي عنها بالهاتف أو تتبادل معه الضحك و الكلام الجنسي ... و كل ما له علاقة بالعرض لقوله تعالى :" إِلاَّ أَنْ يَّاتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ".
وكذلك تُضرب المرأة إذا كانت ترفض طاعة الزوج في المعروف و تُصِرُّ على ذلك عِنادا و مُكابرة، و قد قال عليه الصلاة و السلام:" اِضْرِبُواْ النِّسَاءَ إِذَا عَصَيْنَكُمْ فِي مَعْرُوفٍ ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ".
أما الأكمل و الأفضل للرجال فهو حالُ الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يضرب بِيَدِهِ امرأةً و لا خادما و لا دَابّة رغم أنَّ نِسَاءَهُ أخْطَأْنَ في حقه أحيانا كما في قصة عائشة و حفصة المذكورة في سورة التحريم ، و فيهما نزل قوله تعالى :" إِن تَتُوبَآ إِلَى الله فقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمُا وُإِن تَظَّاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الـمُومِنِينَ". وقد جاء في بعض الروايات عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال :" لَا يَضْرِبُ خِيَارُكُمْ" ، فالضرب جائز في الحالات السابقة لكنه ليس الأفضل.
والله أعلــم